سكن الليل

 

سكن الليل

 


و ها هو الحزن أراه صديقا مقبلا

و الذكرى أراها و في سمائها الألم كالهلال مهلهلا

و أما الفرحة أراها تسيل مع كل دمعة عين جاريةً

جلسنا نحتسي الأيام الحلوة نبيذاً

فما سكرنا لكن سكرات الحزن مؤلمةً

ورفعنا نخب السعادة و كم كانت العيون سعيدةً

سكن الليل

وها هي حبيبتي تتأرجح بين فرحة و حزن

و هي و الزهرة توأمان

أراها لكن الكلام يذهب من كثرة المحن

و إن رأيتني يمكن أن تقول أنه قد جُنْ

فما مر بي يذهب العقل الفطن

سكن الليل

و أين أنت يا حبيبة العمر ... ؟

فالعتمة هنا أنت نورها و المفر

فجنوني هو أنك تأخذين الفِكر

جنوني هو أني ألون لك أجمل العِبر

فبعيد عنك إني أحتضر

أكتب و دمع العين يملأ الكأس بدل النبيذ المر

سكن الليل

و أنا ساهر لحوراء العين

و الروح تخرج مع كل دمعة حزن

و النجوم شاهدتا على ذاك الحب الأمين

تعالي و ارتوي مني قبل إنتهاء السنين

أقتلي أو أحضني لكنك في القلب تسكنين

جافي أو إبتسمي لكن العيون لك في الحين

نعالي لقد طال اللحن الحزين

و أنا ياما لحنت صوت الأنين

سكن الليل

و أنا ذاك العاشق المتلهف

الذي عندما يراك القلب يرفرف

و لولا حبك لما عرف الخوف

أنا الذي عشقه جارف

الذي بموته على صدرك عارف

الذي أمام الناس بحبه لك إعترف

سكن الليل

فيا حبيبتي من العذاب إرتويت

و في هذه الدنيا بعيدا عنك تهت

و لحضنك الدافئ إشتقت

و لرسائلك الجميلة ياما قَبَلْتْ

و هجرتني الدنيا لكني عنك ما إستغنيت

و حين أحضنك أكون قد نجحت

سكن الليل

و أنت وحدك بالبال

و القلب لك وحدك قد مال

و من جمالك يولد للسماء جمال

و منك يسرح الشاعر في أسمى خيال

فلن تَنْسَيْنِي يا قصيدة المحال

أنا الذي من كلامي صارت الجبال جبال

و أنوثتك صارت أجمل من الجمال

و الحب أصبح للناس أكبر مثال

أنا حبيبك رغم القدر و الأهوال

أنا حبيبك الهائم الجوال

سكن الليل

و في الليل تولدين يا زهرة الرمان

 

 

 

 

بقلم صديقي طاهر أسامة

شاعر الحب أمير الهيام

يوم

15/11/2010