قالت وداعا

 

قالت وداعا

 




و قلبها يخفق لقاءا


و عينها تذرف دمعا


و يدها على يدي تشتد ضما


قالت وداعا


و نست أني منها أترشف حبا


أني منها و لها خلقت أصلا


أني لها أصبحت لحنا


تغنيه شفتاها ليلا


أني أصبحت مشطا يغرس في شعرها دائما


أني من دونها مسكني قبرا


قالت وداعا


و في الأصل دمعها أصبح خمرا


و ذوق قبلتها حلوا حلوا


و الليل الأسود لنا نبيذا


نسكر و نتمنى عناقا


لأن بُعدنا لا ينتهي أبدا


قالت وداعا


و أنا قُلتُ إلى اللقاء


حيث سنصعد إلى تلك السحابة البيضاء


حيث نجمع النجوم معا من السماء


حيث سأتأمل عينيك في المساء


و لن أتركك يا خلاصة النساء


قُلتُ إلى اللقاء


و كم هو رائع وجودك يا حسناء


فحبك نفيس كاللؤلؤ و الفسيفساء


و أما ضحكتك لها الحروف أعداء


لأنها تعجز عن وصفها من الألف إلى الياء


قُلتُ إلى اللقاء


و أنا أعلم بأن قلبي سيهيم في العراء


أعلم أنه إتخذك أميرة النساء


أعلم أنه كان يحتمي في حضنك من برد الشتاء


و يقرئك كمن يقرأ الأبجدية الخرساء


فأنت لو كنت قصيدة لن يفهمك الشعراء


فمن يهيم بحبك كمن يهيم في الصحراء


و من يفهم حرفك غيري أنا أمير الأمراء


أجل قلتُ إلى اللقاء


فغدا سنولد كبراعم الأزهار


و الشوق يسقينا بماء الأمطار


و ربما نستنشق الحب مع النسمة بعد طول انتظار


لكن هل يولد حب بيننا يجذبنا مع التيار ؟


سأقول لكِ


قبل رحيلك سأروي عطشك


سيكتب إسمي تحت وطأة قدمك


و سيناديك القمر و يقول أين حبيبك


و تبكي الأزهار و تقول أين رفيق دربك


و يشنق قلبي من كثرة الشوق لك


قبل رحيلك


سأسرق قبلة منك


و أقول أنا دائما في قلبك


أجل في قلبك


سأكون في الصيف ظلك


و في الشتاء معطفك


و في الخريف أتساقط مع أوراق شجر بيتك


و في الربيع أنتظر عطرك مع أزهار جنائنك


لكن مع كل هذا أنا في قلبك


أتعلمين لما ... ؟


أنا مدفون في قلبك


أنا آخر ما تبقى من الدمار الذي ضرب قلبك


أنا الكلمة الأخيرة التي نجت من احتراق أشعاري لك


أنا هو الذي بعد كل هذا يفتقدك


أنا الذي يراقب كل ليلة نجومك


أنا الذي يمسك خصلات شعرك


أنا الذي يمسح دمعك


أنا الذي يرى بعينك


لذا أقول أنا في قلبك


لكن .. ؟


سأهجر العمر


و حين اشتاق لك أقبل الجمر


و حين يأتي طيفك يُخلقُ الخمر


و أجالسه حتى الفجر


لنحك قصص الحب و الغدر


سأقول كلاما يقتل كل العبر


سأقول غزلا و أتوغل أكثر و أكثر


كي أدخل مدن الأبجدية من باب القصر


لأن بعد رحيلك سأهجر الأبجدية و العبر


حتى القلم الذي أكتب به سينتحر


لقد جف الدمع و جف الحبر


و طار الحرف كالطائر الحر


و ألفت الروح السهر


لكِ أنتِ يا أجمل البشر


....

 

 

 

 

 

بقلم صديقي طاهر أسامة

شاعر الحب أمير الهيام

يوم

12/09/2009