حُـــلـمٌ

مدخل
حين تكونين كأنه حلم
و حين ترحلين فبك أحلم
يا ملكة الأحلام
أنتِ يا ذكرى تعصف باللحظات
أنتِ يا دقيقة من الألم بعد مناجاة
أنتِ يا حبي يا كل الذكريات
يا قمرًا يُنير لحظاتٍ حالكات
يا دنيا يا سحر عذب الحكايات
يا رُوحَ العشق و يا حبا عمره ما مات
حُلمٌ
كأحلام الصباح المخملي
كجولة في الغسق مع طيفك
كزهرة حمراء لك أهدي
كشغفٍ لكِ لرؤيتك
كحُمى الهذيان جراء حُبي
كهمسة تتجمل و تتعالى بإسمك
كروح تسافر و تقول أين أنتِ
أو كلحظة يتوقف العمر لأجلك
فقط لينظر في عينيك يا غاليتي
كجمال ليل و نور قمرٍ يشبهك
و مولد شطرٍ من عذبِ القصائد إليك يأخذني
حُلمٌ
يرتاحُ في المخيلة
يوقظُ أوجاع الدهر
يتسابق مع صحوة الظهيرة
يكاد يكون دهر العمر
ففيه رائحة و صورة
فيه رقصة و قبلة السهر
فيه هيام ليلة و ألف ليلة
و بسمة من أعذب ثغر
و عناق يكاد يقتل للحظة
و كلام على القلب يُسطرُ
فقط بين الفينة و الفينة
و عتاب منها و القلب ينفطر
فقط لأني نسيت إيقاع أحلى أُعزوفة
و يبقى العمر منها مُنبهر
للحزن منها رغم أنها مشتاقة
حُلمٌ
يُراقبُ العمر يناجي الحقيقة
يستحوذ على لحظات تكونين فيها في بحر المجهول
يُقربني و يُبعدني و تولد نار الشوق الحارقة
و حين يُصورك لي تركضين على السهول
أو بالأحرى نركضُ و نركضُ و اليد تُمسكك يا رفيقة
يعود إلي ذاك الإحساس بالذهول
فجمالك يا حبيبتي على الزهر رِقة
و كم هو اللسان في وجودك خجول
حُلمٌ
يَروي عني عن لساني
يَحكي قصة حبٍ لكل زهرة
و يُراوغ الأحزان
فالأحلام منها ما كانت حزينة
يعزف مقطوعة تُلهب الأشجان
و ينتظر مني مراقصة الحبيبة
يفرش الأرض بالريحان
و يقتل لأجل حبنا ألف حقيقة
و حين أضمها أتنفس عطرها عطر البيلسان
تبقى حارقة تلك اللحظة على طول السنة
و بعدها يهزمني و يوقظني هجر الزمان
حُلمٌ
أصبح للروح صديق
و أمسى لي كعالم فيه لحبنا حرية
يقتل في قلبي ذاك الحريق
و يجعلني أميرا مع الأميرة
حتى جعل عقلي من الشجن لا يستفيق
فكيف أستفيق و العمر لها هدية
و الوجع منها لي في الدنيا رفيق
حُلمٌ
مُجردُ حُلم يتكرر بعدد الشهقات
يُرغمني على السهو في العمر في الممرات
يُقايض هجر الزمن بالقرب لساعات
و حبها في القلب حتى الممات
يسقي و يروي عطش التنهدات
و يُداعب المشاعر و يكتب أغلى الكلمات
و يُبقى على زخاتِ مطرٍ مُتساقطات
فيها رائحة غاليتي لتهنئ الروح بعد المعاناة
حُلمٌ
يفوق عدد الذكريات الباقية
و يتساقط عند الصحو كأوراق الخريف البالية
و ما أُمسك منها إلا خيوط سراب متلاشية
كأنما هي صورة في الذهن ملتهبة
تأبى الرحيل من لُبِ المخيلة المجنونة
ترسم و يرسم الشعر معها ألف قصيدة
و حين تُلقى على المسامع تصبح الأعين باكية
و تُسقى بدموعها قصة حبنا الشامخة
حُلمٌ
جعل ساعات الدنيا تساوي الدقيقة
يستحوذ على أفكار خاوية
ما أنت فيها و لا هي لك وفية
تلك الأفكار القاتلة
تقتل حبنا بأسوأ ميتة
ما أنت فيها و لا هي لك وفية
سوى شظايا سراب تافهة
صورت بُعدك لي بألف طريقة
و ما عادت في الحلم سلطانة
حُلمٌ
جميل مُفرح عند الصباح و الخير وفير
يشدو و يرنو في القلب
يتغنى على لسان العصافير
يجعلني منك دائما بالقرب
و يترك الأشواق لك على طول الدهر تسير
يُعانق شرايين القلب الذي غُلب
و عمري لك كفراشة حولك تطير
حزني يتلاشى حين تأتين كشمس تغرب
و يُولد يوم حب لنا أحلى من الأحلام يصير
مُجرد حُلم
يُراود الحياة
كل يوم كل ساعة
سواء مع شروق شمس كل صبيحة
أو مع تلألأ نجوم كل أمسية
تأتين يا حبيبتي الجميلة
بالقرب مني كما عهدتك جالسة
و أحيانا على كتفي مُتكئة
و دائما في الذهن كفكرة راسخة
تُولدين كمولد أحلى قافية
و ما أنت يا فيروزتي بمنتهية
غير أني أحببتك من البدأ حتى ما لا نهاية
مجرد حلم
....
نهاية
و تبقى الأحلام منك
طول العمر أميرة
بقلم صديقي طاهر أسامة
شاعر الحب أمير الهيام
السادس من أفريل 2011