ذكريات
تعصف بالذهن حتى الممات
و يخلد إسمها على الصفحات
و الثواني في لقياها تأبى الحياة
تلك هي الحبيبة المسافرة في الظلمات
و كأن الساعات لها قاتلات
ذكريات
مرت على النفس قاتمات
لونها أسود و أحيانا أبيض لساعات
لكن السفر فيها أطول من دهر السنوات
فليتها للقلب باقيات
حتى تفنى فيها الأحزان القادمات
ذكريات
ربما تأخذنا من عالم فيه الحب مات
كي يولد في سمائها مع أصدق الإبتسامات
كي نركض في أرجاء مدينتها و أعيننا حالمات
لكن ستبقى ذكريات الأمس خالدات
في الأفق البعيد صارخات
ذكريات
كاوية و سعيدة و أخرى على شاطئ الأحزان ملقاة
جالسة بالقرب تتغني بعذب الكلمات
ثوانيها قاسية قوية على القلب جمرات
لهيبها حار عاصف حتى الممات
ذكريات
أسألك ...؟
من ذاك العازف على الأوتار ...؟
الذي أصبح القمر منه محتار
الذي الأزهار لكلامه تختار
كيف به ساكنكِ بعد الدار ...؟
ذكريات
كيف بي أسألك و أنا ملازم لكِ
أترشف من همومكِ
و أرقص على أنغامكِ
و دمعي يجري مع أنهاركِ
و همي يسبقني في طريقكِ
فيا ذكريات أسألكِ
أين حبيبتي منكِ ...؟ِ
أين هي من نور سمائكِ .. ؟
أين هي من أنفاسي في عالمكِ .. ؟
فكم وددت أن أحضنها في لياليكِ
لكن الزمن غدر بي في قصوركِ
أسف سوف أهجركِ
....
سوف أبحث عن غاليتي
أبحث عن معذبتي
سوف أجوب كل الدواوين
علي أجدها فوق العناوين
و ربما أجدها تخلق القوانين
فهي بحد ذاتها ملكة الآمرين
و بكل بساطة الأبجدية
سوف أفتقد الحبيبة
سوف أشكي للقمر همومي كل ليلة
أراقص ظلها كل أمسية
و أرسل لها قبلة مع كل نسمة
و أقول لها أحبك جدا مع كل همسة
و سوف أسرق من السماء أجمل غيمة
و حين أجدها آخذها معي في نزهة
مركبنا تلك الغيمة الوردية
و ستكون كل النجوم لنا صديقة
و أزهار النرجس تكتب إسمينا بألف طريقة
فقط في تلك اللحظة تصبح الأحزان منسية
فقط في تلك اللحظة تصبح الروح ساكنة
لكن الأحلام لها يقظة
و الحزن أصبح حبري
و الهم أصبح دربي
و الهيام أفقدني عقلي
حتى الليالي لها معي تنادي
فكيف أنسى و النسيان معي يبكي
سوف أمشي مع الجراح في دربي
و أكتب إسمها على الجدران بدمي
لكن سأهيم و أهيم
و أكتب إسمها على القمر و السنين
و أترك عنواني لكل أزهار الياسمين
و أشكي حالي لأزهار الينسون
فهي و الزهر شقيقين
و حين أجدها
أقبلها و أقبلها و أقبلها
حتى تفنى السنين
....
بقلم صديقي طاهر أسامة
شاعر الحب أمير الهيام
يوم
10/10/2009